ماذا عساي أقول عنك يا Signal؟

by belkissmisa 5/16/2016 11 comments دراما دراما كورية رأي شخصي مسلسل مسلسل كوري نقاش signal

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

أردت اليوم أن أتحدّث عن التحفة الفنيّة الكورية Signal، لمن لم يتابع هذا العمل بعد أقول له 

لا تقلق ردّي سيكون منقسما لقسمين

قسم بدون حرق وقسم يحتوي على رأيي الشخصي الكامل 

وبالنّسبة لمن لا ينوي مشاهدة هذا العمل، أقول له راجع نفسك ، فهناك أشياء 

كثيرة على المرء أن يفعلها في حياته ومن بينها مشاهدة Signal :)

اكتب ردّي الآن و أنا استمع للموسيقى التّصويريّة كي يأتيني الإلهام واستطيع 

التعبير عن مشاعري بكلّ جوارحي  XD

Let's Go

تقييمي  لهذه التحفة هو 10/9.5

هناك سبب خاص للنصف الناقص 

ولكن عدم إعطائي هذه الدراما العلامة الكاملة لا يعني أنّها ليست مثاليّة بل هي واحدة

من أفضل الدرامات التي شاهدتها في حياتي 

أشياء يجب أن تعرفها عن Signal

1-أفضل إخراج في تاريخ الدرامات الكوريّة

2-واحدة من أقوى القصص في تاريخ الدراما الكوريّة إن لم تكن أقواها

3-مستوى تمثيل سينمائي، أي قويّ جدّا نومو نومو نومو نومو

4-دراما لقّنت درسا قاسيا لصنّاع المسلسلات الكوريّة بتقديمها لقصّة تلمس كلّ شخص يعي معنى الظّلم 

والقهر لا قصّة رومانسيّة خياليّة تافهة ولا مسلسل آيدولز سخيف 

5- دراما عبارة عن عبرة لمن يعتبر ولمن لم يعتبر ولمن سيعتبر 

6-دراما لا تتكرّر وذات مستوى لا يأتينا سوى مرّة كلّ سنوات 

رأيي دون حرق للأحداث

منذ الاعلان عن الدراما وتواتر أخبارها، تحمّست للغاية وكانت على رأس قائمة

المسلسلات التي أنوي مشاهدتها، قصّتها مميزة ومن قناة tvN وطاقم التمثيل رائع

زد على ذلك، حماسي في المدّة الأخيرة زاد عندما يتعلّق الأمر بدرامات تحقيق .

جرّبت من قبل مشاهدة دراما تحقيق كورية وهي Missing Noir M وكانت تحفة السّنين

لذلك تفاءلت وتوقّعت أنّي سأتابع عملا كورّيا قويّا من هذا النّوع.

اشتهر المسلسل كثيرا ولكنّي لستُ من النوع الذي يتأثّر بإعجاب النّاس الكبير

لذلك تريّثت وفضّلت انتظار اكتمال الدراما كي أتابعها وأقيّمها بنفسي.

لا أكذب عليكم، في البداية، أعجبتني كثيرا ولكن

لم انبهر بها مثلما توقّعت ، وحدث شيء في الحلقة 7 أزعجني جدّا

وجعلني اتوقّف عن مشاهدة العمل لأسبوعين تقريبا كي لا أظلمه .

لم استوعب روح العمل بحدّ ذاته، خلتُ أنّي سأتابع قضايا تحقيق معقّدة للغاية

ولكن القضايا لم تكن بتلك الصّعوبة لذلك لم انبهر بالعمل مثل الجميع.

ولكن، يا أصدقائي، أنا كنت حمقاء و أدركتُ حماقتي مع تقدّم الأحداث واستيعاب مفهومها.

هذه الدراما ليست شارلوك هولمز ولا محقق كونان

أي ليست دراما تحقيق فلا تخطئوا مثلي وتحسبوا أنها دراما عن التّحقيق وحلّ القضايا.

إنّها كذلك فعلا فهي كلّها تحقيق والقضايا كانت رائعة ولكن ليس هذا روح العمل.

إنّها أكثر بكثير من مجرّد محقّقين يحاولون حلّ الألغاز والقضايا المستعصية.

أيضا، هذه الدراما مجنونة، اقشعرّ بدني  كثيرا وأنا أشاهها بسبب قوّة الأحداث 

وجعلتني اشتاق إليها بشكل لا يوصف بعد انتهائي منها.

لماذا هذه الدراما رائعة جدّا؟

أوه سحقا، أيّ عمل هذا؟ ارفع القبّعة للطّاقم. 

دراما قويّة للغاية، تصوّر لنا الظّلم وما أدراك ما الظّلم
الظّلم بسبب الفساد في سلك الشّرطة و السيّاسيين 

"إن لم تملك المال، إن لم تملك "الواسطة"، فأنت مجرّد شبه إنسان، لا بأس أن تموت،

 لا بأس أن تُظلم، لا بأس أن تسجن"

قضايا هزّت كوريا الجنوبيّة وهي حقيقيّة، اقتبستها الكاتبة في الدراما بشكل مختلف

 قليلا لكي توصل رسالة واحدة

وهي أنّ هذه القضايا كانت من الممكن أن تُحل لولا الفساد والظّلم.

كان من الممكن أن يأخذ كلّ ذي حقّ حقّه، لو لا الفساد والظّلم

كان من الممكن تجنّب كوارث كموت العديد لولا الفساد والظّلم.

شاءت الأقدار أن تبقى هذه القضايا معلّقة أو قضايا ظُلم فيها الضحايا 

ونجا منها الجناة أو نالوا عقابا مضحكا

أو قضايا ظلّت باردة لسنين طويلة  بسبب تقصير الشّرطة 

وبالتّحديد بسبب الفساد الذي ينخر في هذه المؤسّسة.

ليس هذا كلّ شي

القضايا المختارة في الدراما مؤثّرة بشكل لا يوصف.

ليست مجرّد قضايا صعبة فقد شاهدنا أمثالها في العديد والعديد من الأعمال

بل قضايا حصلت في الحقيقة لذلك ستكونون

 مجبرين على كره الأشرار والرّغبة في صفعهم 

وعلى التّعاطف مع الأخيار والسّبب ليس قوّة التّمثيل أو القصّة فقط

بل لأنّ الأفكار المطروحة تلمس كلّ مشاهد لأنّها واقعيّة وقد تحدث لأيّ كان خاصّة 

إن كان إنسانا ضعيفا بلا حول ولا قوّة ولا مال ولا جاه ولا "واسطة".

ستتفهّمون مشاعر وآلام الممثلّين لأنّهم عبارة عن أيّ انسان في هذا العمل

فالعالم الذي نعيش فيه مليء بالظّلم في كلّ الجوانب دون استثناء

 وما مرّ به الممثلون يمكن أن يمرّ به أيّ واحد منّا.

بعد انتهائي من العمل، لا تتصوّروا كميّة المشاعر التي غمرتني 

ولا الدّموع التي ذرفتها مع هذا المسلسل.

لن أتحدّث كثيرا عن الاخراج، يكفي أن أقول إنّه أفضل اخراج في تاريخ الدرامات الكوريّة على الاطلاق.

بالنّسبة لي شخصيا، ساحكم على إخراج أيّ عمل قادم على هذا المنوال

من 1 إلى إخراج Signal، ما العلامة التي سأمنحها للدراما كذا؟

الكاتبة قامت بعمل جبّار رغم انّها لم تجب على الكثير من الأسئلة 

ولكنّها أفسحت المجال لعقل المشاهد كي يرى للأمور من وجهة نظره الخاصّة، 

ونجحت في إحياء قضايا أماتها الإعلام والسياسة ولكن لم ينسها المواطن البسيط

واشارت بشكل دقيق للفساد المستشري في الرّؤوس الكبرى القائمين على السّلطة.

نأتي الآن للتّمثيل، لا تتصوّروا مدى إتقان التمثيل في هذا العمل. و لا أروع ولا أحلى ولا أفضل :).

قلتُ هذا من قبل وسأعيده، أنا من محبي الدرامات التي تلمس القلب حتى وإن كانت دراما ذكاء و تحقيق 

أريد أن أتابع عملا يلمس قلبي يبكيني  يغضبني يضحكني ويجعلني لا انساه

وبالفعل، دراما Signal  مذيبة للقلوب. 

لذلك، لكلّ من لم يشاهد هذه الدراما، شاهدوها ولا تفوّتوها

رأيي ويحتوي على حرق للأحداث

لن أطيل كثيرا فقد عبّرت عن مشاعري فوق ولكن سأتحدّث عن بضعة تفاصيل 

لم استطع كتابتها لأنّها حرق.

1 

أوّلا، في البداية لم استطع استيعاب القصّة جيّدا وانزعجتُ قليلا لأنّه لم يتمّ تفسير كيف ولماذا؟

ولكن، خفّضت من سقف توقّعاتي لأنّني أتابع دراما كوريّة  ورأيت الجهاز اللاسلكي  من منظور آخر.

حسب رأيي الشخصي، الكاتبة أرادت أن  تقول إنّه لا يجب أن ننتظر تفسيرا لطريقة عمل الجهاز اللاسلكي

ولا كيفيّة تغيير الماضي والحاضر لأنّ هذا غير مهمّ. يجب أن ننظر للأمر من زاوية خاصّة

ولكي استوعب هذا الأمر أكثر، سألتُ نفسي هذا السؤال

لماذا الجهاز اللاسلكي بادئ الأمر وماهي دلالاته؟

الغاية  تبرّر الوسيلة والوسيلة هنا هي الجهاز اللاسلكي

فهو بمثابة شعلة الأمل لكلّ مظلوم. تصورّوا لو أنّ الأمر حقيقي؟ 

كم من قضيّة كانت ستحل وكم من ضحيّة كانت ستُنقذ؟ 

وكم من جانٍ كان سيعاقب؟ وكم من حقّ كان سيظهر؟ وكم من باطل كان سيزهق؟ 

هذا بالضبط ما أرادت أن توصله لنا الكاتبة.

لا بأس ببعض الخيال لإقامة العدل، حتّى في ظلّ تقصير الشّرطة وفساد

السياسيين، لا بأس أن نحلم أو نتخيّل. هذا بحد ذاته مؤلم جدّا

خاصّة لعائلات الضحايا.

كم من واحد فينا أراد تغيير شيء ما في الماضي؟ فما لو كانت جريمة؟ 

2

 لماذا لم امنح العلامة الكاملة للدراما؟

في البداية كما قلت لكم انتظرت قضايا معقّدة للغاية مثل التي شاهدتها في Missing Noir M

ولكن المجرمين كانوا معروفين وشاهدت فقط في البداية كيفيّة قيام الابطال بإمساكهم فانزعجتُ قليلا 

ولكن تقبّلت الأمر خاصة مع الحلقة الأسطوريّة السادسة التي ماتت فيها البطلة واستوعبت الأمر

ولكن ما حدث في الحلقة الموالية هو ما جعلني اتوقّف عن مشاهدة المسلسل لأسبوعين أو أكثر.

يعني اقشعرّ بدني عندما ماتت البطلة وبكيتُ كثيرا كثيرا وتأثرت كثيرا بلقطة المستشفى وبكاء الأبطال

ورغم انّي كنت على يقين من عودتها إلاّ أنّني حزنت جدّا

لذلك توقّعت أن تكون عودتها أسطوريّة مثل موتها ولكن ما حدث خيّب أملي كثيرا.

عادت في أوّل ربع ساعة، البطل تعجّب لدقيقة كما لو أنّ شيئا لم يحدث

على الاقل نصف ساعة من الاندهاش والتأثّر الخ الخ الخ.

أيضا، بعد التأثر كثيرا بأحداث أيّة قضيّة، تأثرنا  يتضارب قليلا

 مع مشاعرنا عندما تعود الأحداث إلى الماضي

وهذا سيف ذو حدّّين

مثلا، تأثّرنا كثيرا بموت فلان وفلان ولكن مع إمكانيّة تغيير الحاضر وإعادة من مات إلى الحياة 

من خلال تغيير الماضي جعلنا مرتاحين في دواخلنا ، ببساطة لا تقلق أيّها المشاهد، صحيح أنّك تأثّرت بكذا وكذا

ولكن لا بأس، سيمحى كلّ شيء ويحاول البطلان تغيير الماضي كي لا يحدث ما أنت بكيت أو تأثّرت عليه.

هذا الأمر لعب بمشاعر المشاهد كما لو كان خداعا!

لذلك أعجبني جدّا أنّ شقيق البطل ظلّ ميتا ولم يُنقذ، أغلبنا توقّع أنّ المحقّق سينقذه بل أردنا ذلك لأنّه مظلوم

ولكن هذه هي الحياة، لا بأس بالدّموع ولا بأس بالحسرة ويوم لنا ويوم علينا، الحياة ليست سعادة دائما.

3
اقشعرّ بدني كثيرا خاصّة مع الموسيقى التّصويريّة المذهلة

ولكن اللّقطات التي أبكتني هي لقطة بكاء المحقق في السينما، لقطة المستشفى عندما بكى الممثلون على موت

البطلة وخاصّة مع بكاء الأم وطبعا لقطة الهيكل العظمي وبكاء الأب والبطلة.

مؤلم جدّا أن ترى شخصا عزيزا على قلبك على شكل هيكل عظمي، مؤلم للغاية

4

التّمثيل

بصراحة تمثيل (لي جاي هان) كان من أروع ما يكون

ما أحلاه هذا الممثل وأيضا (تشا سو هيون) الممثلة القديرة كانت رائعة هي الأخرى

و(بارك هاي يونغ) قدّم دورا ممتازا ولكن تنقصه بعض الخبرة مثلا تعابير وجهه كانت مكرّرة في الكثير من الأحيان.

كلّ الممثلين بصراحة  قدّموا أدوارا لا تنسى، من الابطال إلى الأطفال 

في الختام، أريد أن أتحدّث عن انطباعي عن البوستر

في البداية لم يلفت نظري كثيرا ولكن بعد انتهائي من مشاهدة الدراما تأثّرت به كثيرا

في البوستر، الابطال الثلاثة في ذلك المطعم الذي اعتاد (بارك هاي يونغ) أن  يأكل

 فيه  بوصاية (لي جاي هان).

في النّهاية، دراما لا تنسى، شكرا لكل العاملين عليها لمنحهم لنا عملا سيظلّ محفورا في ذاكرتنا

وشخصيّة لن ننساها ابدا ومن النّادر أن توجد في الواقع وهي شخصيّة المحقّق (لي جاي هان).